إن تعلم استخدام الكاميرا الرقمية قد يستغرق وقتاً قصيراً من الزمن، ومع بعض التفاني من الطالب قد يستطيع فعل ذلك في غضون أسبوعين أو ثلاثة، أما تعلم الرؤية وحيثياتها الفوتوغرافية فقد يستغرق سنوات، بينما تعلم الدمج الخاص مع تكنولوجيا التصوير الرقمي إلى الحد الذي يمكن فيه أن تنتج أعمالا فنية تعكس رؤية شخصية قد يستغرق العمر بأكمله، حيث إن المصور الفوتوغرافي يظل في ديمومة التعلم واكتساب الخبرة من خلال الممارسة والحرص على الاطلاع على الجديد في العالم المتجدد في التصوير الضوئي.
وتشهد ساحة التصوير الضوئي في السلطنة نموا مطردا حيث أصبح الكثير من الشباب يتخذ منها هواية يقضي فيها وقتا ممتعا يعبر فيها عن مكنوناته الإبداعية، وهناك الكثير من أنواع التصوير التي انتشرت في السلطنة، مثل تصوير الوجوه والطبيعة والحياة البرية بحكم ثراء البيئة العمانية التي حباها الله بالتنوع الطبيعي، فمن فيافي الصحاري إلى سفوح الجبال والشواطئ الجميلة إلى الأودية المنتشرة في ربوع السلطنة، هذا التنوع ألهم المصورين الفوتوغرافيين التأثر بجمال الطبيعة الخلابة، ما جعل المصور العماني يرتقي إلى مكانة مرموقة بين دول المنطقة والعالم.
وتعتبر الصورة الفوتوغرافية الحدث الأكثر رواجا في الشبكة العنكبوتية خصوصا في مواقع التواصل الاجتماعي، حيث يتم تنزيل ملايين الصور الفوتوغرافية يومياً في البرامج المختلفة مثل الانستجرام وفليكر وغيرها، ولإعطاء التواصل البصري والصورة مكانتها المرموقة يمكن اعتبار قسم التصوير الضوئي بالكلية التقنية العليا من بين انجازات وزارة القوى العاملة، وبالإضافة إلى كون التصوير الضوئي فنا وإبداعا فإنه مهنة وفرص عمل للشباب العماني، وهذا الانجاز بحد ذاته يمكن اعتباره بمثابة ضربة استباقية حتى لا يضيق الخناق على المصورين العمانيين.
وعلى صعيد التصوير الإعلاني نرى أن هناك نقصاً كبيراً من المصورين العمانيين المتخصصين في هذا المجال، فالتصوير الإعلاني يحمل طابعا مختلفا وله ميزة مختلفة عن باقي أنواع التصوير المختلفة، فطريقة التفكير فيه مميزة وتتسم بالتحدي وكثرة التفكير للوصول إلى فكرة قابلة للتطبيق، فقد أصبحت الصورة الإعلانية تأخذ حيزا كبيرا في حياة الناس، حتى يكاد لا تخلو أي مادة صحفية أو تجارية أو إعلامية من صور إعلانية تؤثر على المتلقي تأثيرا كبيرا سواء بالإيجاب أو السلب.
ويشكل التصوير الإعلاني والتجاري نسبة كبيرة من المقرر الدراسي، وهذه من السمات الكبرى لخريجي القسم، وربما قد يتساءل الكثير لماذا قسم للتصوير وما الهدف من الشهادة الأكاديمية لهذا التخصص بينما يوجد الكثير من المصورين الذين حصلوا على جوائز عالمية ولا يملكون شهادات أكاديمية؟!، ونحن بدورنا نرد بأن المصورين الأكاديميين مهمتهم التعامل مع التصوير كمهنة، وإذا تعززت تلك المهنة بالعلم والمعرفة المتخصصة فإنها سترقى إلى مصاف الفن الرفيع والمنتج في آن واحد، كما أن سوق العمل يزخر بالوافدين الذين يعملون في مهنة التصوير، وهي مهنة واسعة الانتشار في مختلف الأنشطة الإنتاجية والتجارية والاجتماعية، ففرص العمل فيها يجب أن تؤول إلى الشباب العماني.
إن خريجي قسم التصوير الضوئي في سوق العمل يحتمون على الشركات والمؤسسات الحكومية الاستعانة بهم وفتح الآفاق لهم لكسب الخبرة اللازمة، علماً بأن العاملين بالقسم يحاولون دائما غرس الثقة عند الطلبة لتكوين مشروعاتهم الخاصة بحيث يصبح مشغلا لذاته، وقد بلغت نسبة الخريجين الذين يمتلكون مشاريعهم الخاصة نحو 20 %، وهم في تزايد مستمر، وأرقام الخريجين الذين توظفوا في القطاع الخاص والقطاع الحكومي مبشرة جدا وقد تعطي مؤشرات واضحة على تحقيق قسم التصوير الضوئي للهدف المنشود من وراء تأسيسه
الكاتب : فهد الميمني